التاريخ : 2020-10-10
علماء يكتشفون أصغر كوكب طفل في تاريخ الرصد الفلكي
تمكّن فريق دولي بقيادة باحثين من معهد ماكس بلانك لفيزياء خارج الأرض (Max Planck Institute for Extraterrestial Physics) من تحديد كوكب جديد يعد إلى الآن أصغر الكواكب الناشئة التي نعرفها في تاريخ الرصد الفلكي، وهو ما قد يساهم في تطوير فهمنا لآلية تطور الكواكب.
نشوء الكواكب
وللوصول إلى تلك النتائج التي نشرت في دورية "نيتشر" (Nature) وأصدر المعهد بيانا صحفيا رسميا بها، استخدم العلماء مصفوفة مرصد أتاكاما المليمتري/تحت المليمتري الكبير "ألما" (ALMA)، ويتكون من أكثر من 60 تلسكوبا راديويا دقيقا توجد في صحراء أتاكاما شمالي دولة تشيلي، والتي تعد أفضل مكان لإنشاء التلسكوبات في العالم.
وبحسب الدراسة، فإن هذا الكشف جاء حينما راقب الفريق البحثي النجم المسمى "آي آر إس 63" (IRS 63)، ويقع على مسافة 470 سنة ضوئية من الأرض، في منطقة تكوين النجوم المعروفة باسم "رو الحواء" (Rho Ophiuchi)، وهو نجم ما زال في طور التكوين، ويبلغ عمره حوالي 500 ألف سنة فقط.
وتنشأ النجوم في قلب السدم الزاخرة بالهيدروجين، حيث تتكدس ذرات الهيدروجين على بعضها بعضا، وفي مرحلة ما -بسبب الضغط والحرارة الشديدين في مركز التكدس- يحدث اندماج نووي، ويدخل النجم مرحلة البلوغ، لكن النجم "آي آر إس 63" لا يزال في مرحلة تكديس الهيدروجين.
وفي تلك المراحل الأولية من عمر النجم، تتكون حوله سحابة من الغاز والغبار تسمى "الأقراص النجمية الدوارة" (Circumstellar Disc)، لكن في بعض الأحيان تكون تلك السحابة كبيرة وتساعد على تكوّن الكواكب الجديدة، حيث تتحد جزيئات الغبار الصغيرة شيئا فشيئا وتكبر في الحجم مع الوقت.
تاريخ المشتري
وكان العلماء في هذا النطاق يفترضون أنه لا يمكن للكواكب أن تتكون في هذه السن الصغيرة جدا من عمر النجم، حيث يجب أولا أن يصل إلى مرحلة البلوغ ثم يبدأ تكون الكواكب. لكن المفاجأة كانت رصد الفريق البحثي لفجوة صغيرة في حلقات الغبار المحيطة بالنجم "آي آر إس 63″، تشير إلى أن هناك كوكبا ينشأ في تلك المنطقة.
كتلة الغبار المحيط بالنجم "آي آر إس 63" تساوي تقريبا نصف كتلة كوكب المشتري، وبحسب الدراسة فإن تلك الكمية أكبر من المطلوب لاستمرار هذا الكوكب الجديد في التطور.
دراسة هذا النوع الصغير جدا في السن من الأنظمة الكوكبية، يسمح للعلماء بفهم أعمق للتاريخ السحيق لمجموعتنا الشمسية. فعلى سبيل المثال، يُعتقد أن كوكب المشتري كان قد تكون من سحابة الغبار المحيطة بالشمس على مسافة بعيدة، ثم تقدم في مرحلة ما ليقترب من الشمس.
وفي حالة "آي آر إس 63″، فإن هذا الفريق البحثي قد لاحظ أن حلقات الغبار بالفعل تمتد إلى مسافات بعيدة عن الكوكب، وهو ما يرجح أن تقترب منه مع تكون الكوكب، وبذلك يمكن للعلماء فهم وضع المشترى الشبيه به.